شبكة Maghtech (مغرب تكنولوجي) هي أول شبكة مغاربية تعمل على دمج العلوم والتكنولوجيا لتطوير المغرب العربي. تأسست شبكة Maghtech سنة 1994 بمبادرة من السيد عبد القادر جفلاط بدعم من الأعضاء المؤسسين: محمد عبو (الجزائر) رياض زغال (تونس) مهدي لحلو (المغرب) وأحمد ولد راجل (موريتانيا) ، تضم حاليا أكثر من 450 باحث من دول المغرب العربي وغيرها من الدول.
تتواجد الأمانة العامة لشبكة Maghtech بجامعة ليل1 (Lille 1)، تتعاون مع مجموعة من فرق البحث في كل من الجزائر، تونس، المغرب وموريتانيا، كما تقوم بتنشيط العديد من المؤتمرات الدولية، نشر العديد من الكتب وجريدة NewsLink.
التحديات الكبيرة التي تواجهها اقتصاديات دول المغرب العربي في إدماج العلم والتكنولوجيا في سياساتها التنموية لا تزال تتسم بالعديد من الصعوبات وتطرح العديد من التساؤلات ، على الرغم من المجهودات المبذولة من طرفها ومن طرف المنظمات الدولية. في الواقع إن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها العالم بما في ذلك دول المغرب العربي صار بالإمكان التغلب عليها عن طريق تمكين العلوم والتكنولوجيا، فخلق الثروة والقيمة المضافة للدول لم تعد تقاس بامتلاك الموارد الطبيعية والصناعية أو الموقع الجغرافي للبلد، وإنما عن طريق اتقان المعرفة العلمية والتكنولوجية. وعلى الرغم من المحاولات والمجهودات التي تسعى للقيام بها دول شمال افريقيا من أجل التنمية إلا أن التحديات التي تواجهها لا زالت أكبر.
هذا ما دعى Maghtech بالمبادرة بوضع مقاربات ومناهج ومفاهيم جديدة تختلف عن الممارسات السابقة الي اتسمت بالقصور في العديد من الجوانب ونذكر منها:
· ميزت البحوث الحالية العديد من الإحباطات نتيجة استخدام أساليب متقادمة؛
· البعد عن صناع القرار؛
· قصور الأبحاث الفردية؛
· قصور الأبحاث أحادية التخصصات؛
· قصور الأبحاث داخل كل بلد في ظل التخلف.
تستند هذه المبادرة إلى تحليل عدد من العوامل التي تبرر دوافع هذا العمل حيث تهدف إلى انشاء عملية تسمح بإدماج العلم والتكنولوجيا ضمن السياسات التنموية للبلدان المغربية رغم كل التحديات التي تفرضها مرحلة الانتقال المتعددة الأبعاد.
يشهد نظام الإنتاج العالمي حالة من الاضطرابات نتيجة التغيرات التكنولوجية التي كانت السبب وراء التمكن من التكنولوجيا، حيث أصبحت هذه الأخيرة ضرورة حتمية في عملية التنمية، وخير مثال على ذلك دول آسيا والبلدان الصناعية الجديدة التي تعرف حاليا نموا اقتصاديا قويا.
أربعة أسباب تبرر انشاء شبكة Maghtech في هذا المجال:
أولا: حالة السكون التي ظهرت اواخر الثمانينات عكست الصلة بين تكنولوجيا ـ تطور، هذا الانعكاس كان محل دراسة بعض الأفراد ولكن للأسف بدون أي اهتمام كبير.
ثانيا: انتشار المؤتمرات العلمية لكن دون مستقبل، فغالبا ما تسجل الاستنتاجات والتوصيات في أوراق وتقارير لا تقرأ لأبدا ولا تؤخذ بعين الاعتبار لدى صناع القرار. فعند تحليل محتوى المؤتمرات العلمية التي اجريت في الدول السائرة في طريق النمو تشير معظمها إلى العديد من التكرارات، تعميمات مظللة، استنتاجات متسرعة وأحيانا القليل من التوصيات، وما زاد من استفحال هذه الظواهر هو عدم التقاء المشتركين في هذه المؤتمرات مرة أخرى.
ثالثا: القلق من الاستمرار في التفكير على نطاق أوسع من قدرة الفريق الواحد، عوض العمل على انشاء أوجه للتآزر داخل الفريق.
رابعا: انشاء كتلة حيوية قادرة على خلق روابط تسهل عملية مناقشة الخبرات التجريبية من عدة بلدان وعدة قطاعات صناعية.
وعليه نجد ضعف في الإنتاج العلمي في هذا المجال بالنسبة للباحثين في المغرب العربي، تقدم ضعيف بالنسبة للتراكم التكنولوجي ( الإتقان، الابتكار، النشر على وجه الخصوص)، عدم الاهتمام بمراكز البحث وعدم اهتمام الباحثين في مختلف دول العالم بهذه المسألة وربطها بالتخلف غالبا، إضافة إلى ضعف المناهج أحادية التخصصات والمتقطعة.
ونتيجة لذلك، تسعى شبكة Maghtech قبل كل شيء لإيجاد حل لهذه المشاكل بمبادرة داخلية، مبتكرة وجماعية ( تعددة التخصصات، مغاربية وباشتراك جميع الأعضاء الأكاديمية والمهنيين وصناع القرار).
شبكة Maghtech كانت تتويجا لمسيرة طويلة من التفكير والبحث على مدى عشرين سنة وتتجلى أهم مراحلها في:
المرحلة الأولى 1983: انشاء أول خلية بحث حول "نقل التكنولوجيا" بمعهد العلوم الاقتصادية بجامعة وهران السنية.
المرحلة الثانية 1986: انشاء أول مخبر بحث حول "التراكم التكنولوجي" تابعة لـ CREAD (مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية).
المرحلة الثالثة 1989: انشاء أول وحدة بحث حول "نقل وتراكم التكنولوجيا" بوهران وتابعة لـ CREAD.
المرحلة الرابعة 1994: انشاء شبكة Maghtech بمبادرة من الأستاذ عبد القادر جفلاط.